ألياف الرحم وداعاً للمعاناة…. وبدون جراحة
ألياف الرحم هى أمراض حميدة غير سرطانية تتكون داخل جدار الرحم تكثر لدى النساء السمراوات وهى غالبا لا تسبب أى مشاكل صحية ولكن قد يؤدى كبر حجمها وموقعها بالرحم لبعض المشاكل عند بعض النساء كالألم والنزيف الشديد. هذه الأعراض غالبا ما تتحسن بعد بلوغ سن اليأس عندما يقل هرمون الإستروجين. النساء اللواتى يأخذن حبوب الإستروجين قد لا تتحسن الأعراض عندهن.
تتكون الألياف من أنسجة ليفية متركزة بجدار الرحم (ولذلك سميت بألياف)تتغذى بمجموعة من أفرع الشرايين المتمددة. تترواح أحجام ألياف الرحم من قطع صغيرة جدا إلى حجم حبة الشمام. فى بعض الحالات قد تجعل الرحم يكبر الى حجم رحم بالحمل بالشهر الخامس أو أكثر.
الأعراض:
– زيادة كبيرة بالطمث (زيادة بالأيام وبكمية النزيف) أحيانا مع قطع دم. ممكن أن تؤدى لفقر الدم (انيميا).
– ألام بأسفل البطن أو الظهر.
– آلام بالأفخاذ.
– آلام بالجماع.
– كثرة التبول والإمساك.
– كبر حجم البطن.
التشخيص:
لا بد من الكشف والفحوصات التى تستبعد الأسباب الأخرى بواسطة أطباء أمراض النساء وهذا مهم جدا, وجود ألياف الرحم يتاكد بعمل اشعه صوتيه – اولا سونار للبطن. أيضاً يمكن عمل رنين مغناطيسي للرحم والذي يعتبر ادق من الاشعة الصوتيه.
العلاج:
كما قلنا أكثر ألياف الرحم لا تحتاج لعلاج حيث أنها لا تسبب أى أعراض.
1- الأدوية: عندما تسبب ألياف الرحم أعراض يكون العلاج بالأدوية من المسكنات للألم وحبوب منع الحمل أو بعض الهرمونات. وغالبا هذا يكفى ولايحتاج لعلاج آخر. بعض الهرمونات تتسبب فى أعراض جانبية مزعجة وترجع مشاكل ألياف الرحم بعد توقيف الدواء.
2- الجراحة: وهي اما ازاله الرحم تماما عن طريق فتح البطن hysterectomy او ازاله ألياف الرحم فقط جراحيا myomectomy وكلاهما تستدعي التخدير العام والتنويم بالمستشفى 3-4 ليالي على الاقل بالضافه الى ومن الجدير بالذكر ان عمليه ازاله الألياف جراحيا قد يصاحبه خطر حدوث نزيف قد يستدعي الى نقل دم للمريضه اذ ان الألياف تتميز بكثره الشرايين الدمويه المغذيه لها. أيضاً هنالك مانسبه 20% من حالات رجوع الألياف ويرجع ذلك ال ان الجراح عادة يقوم بازاله فقط الألياف الكبيره التي يراها في حين تنمو الألياف الصغيره مع الزمن لتعود المعانه للمريضه, الامر الذي يسبب حاجز نفسي عند النساء امام الخيار الجراحي.
3- القسطرة منذ حوالي 12سنه برز طب الاشعة التداخلية في علاج ألياف الرحم لتكون بديلا مناسبا في كثير من الحالات للخيار الجراحي.
طبيب الاشعة التداخليه Interventional radiologist هو طبيب مختص بهذا الإجراء وكثير من الإجراءات الخرى والتي تغني عن الجراحه تماما حيث يتمكن من رؤيه داخل الجسم وداخل الاوعيه الدمويه بارشاد من الاشعة دون شق البطن بالجراحه.وهي بالطبع اسهل واقل خطرا على صحه المريض.
من خلال فتحة صغيرة فى الجلد لا تتجاوز بعض مليمترات وبسهولة كبيرة على المريض يدخل طبيب الأشعة التداخلية أنبوبة القسطرة من خلال شريان الفخذ وحتى يصل إلى شرايين الرحم ومن ثم يطلق مواد دقيقة تودى الى وقف الدم عن ألياف الرحم Fibroid Embolization (الإنصمام) مما يتسبب بصغر حجم ألياف الرحم من غير إزالة للرحم. وهذا الإجراء لا يحتاج لتخدير عام بل فقط بعض المسكنات تماما كقسطرة القلب الشائعة. تحتاج المريضة لتنويم يوم واحد فقط بالمستشفى وأخذ بعض المسكنات لمدة أسبوع حيث تستطيع العودة لحياتها الطبيعية ومن غير آثار شق جراحى بالبطن.
أثبتت الدراسات نسبة نجاح فوق 90% ذهاب الأعراض أو تحسنها بشكل كبير. يمكن عمل الإنصمام بنجاح حتى مع وجود عدد كبير من ألياف الرحم أو أحجام كبيرة. أيضاً من النادر رجوع الألياف بعد الإنصمام بعكس الجراحة التى قد ترجع الأورام الليفية بنسبة تصل إلى 20 %
العلاج يعتبر آمن جدا وهو ليس بجديد حيث كان الإنصمام يستخدم لعلاج النزيف بعد الولادة لأكثر من عشرين سنة ولم يلاحظ وجود أى مشاكل من الأشعة. ولا يوجد مانع إذا رغبت المريضة بالحمل.
الألياف والإنجاب:
ليس هناك علاقة واضحة للألياف بتأخر الحمل.قد تظهر ألياف الرحم لدى النساء صغيرات السن اللواتى يرغب بالحمل. بعد العلاج بالقسطرة يمكن للنساء صغيرات السن الحمل بنجاح وهذا أثبته دراسات عدة [امريكا وكندا وأوروبا. إذا كان لدى المراة ألياف عديدة فهناك خطر كبير من من جراحة إستئصال الألياف حيث قد تؤدى الى إستئصال الرحم كاملا بسبب النزيف. أيضاً الإلتصاقات بعد الجراحة فد تؤدى إلى إغلاق قناة فالوب وتأخر الحمل.
شخصيات عملت الإنصمام:
كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية عالجت ألياف الرحم بالإنصمام كما هو متبع بالغرب.